في أحد الأيام، ضربت القرية موجة قحط شديدة. جفت الحقول، ونفدت المؤن من المنازل. أصبح الناس يعانون من الجوع بشكل لم يسبق له مثيل. في ذلك الوقت، بدأ حسن يُلاحظ أن بعض جيرانه يطرقون بابه لطلب المساعدة.
على الرغم من قلة ما يملكه حسن، قرر أن يشارك كل ما لديه مع الآخرين. كان يُقسم قطعة الخبز الصغيرة التي يمتلكها بينه وبين من يأتيه جائعًا. كان يقول: "الجيانة تُعلمنا معنى الصبر والتكاتف، ولن يجوع أحد طالما أنني أستطيع المساعدة".
مع مرور الأيام، بدأت أخبار كرم حسن تنتشر في القرى المجاورة. بدأ الناس يتجمعون حوله ليشاركوا ما تبقى لديهم، وشيئًا فشيئًا تحول المكان إلى واحة للتكافل. تعلم الجميع أن الجوع ليس عدوًا، بل هو اختبار يُظهر معدن الإنسان الحقيقي.
وفي يوم من الأيام، جاءت عاصفة مطرية قوية أعادت الحياة إلى الأرض. عادت الحقول خضراء، وتدفق الخير مرة أخرى إلى القرية. وقف حسن بين أهله وقال: "الجيانة ليست فقط في البطن، بل في القلب إذا خلى من الإيمان والتراحم. لقد تعلمنا من الجوع كيف نكون أقوى معًا".
وهكذا، عاش أهل القرية في سعادة ووئام، يحملون في قلوبهم درسًا لا يُنسى عن الصبر والعطاء.