القيطار و ما حدث معا هذه الشاب في القطار

ميدو
المؤلف ميدو
تاريخ النشر
آخر تحديث

في إحدى المحطات الكبيرة 

في الهند، كان القطار يستعد للانطلاق. كان غاندي، الزعيم الروحي والرمز الوطني للهند، يجري مسرعاً للحاق بالقطار. بدأت عجلات القطار تتحرك ببطء، مما دفع غاندي للركض بأقصى سرعته ليصل إلى المقطورة الأخيرة. ومع جهده الكبير، قفز غاندي قفزة كبيرة تمكّن فيها من الصعود إلى القطار في اللحظة الأخيرة.


ولكن تلك القفزة الكبيرة كلفته ثمناً غير متوقع. فقد سقطت فردة حذائه خلف القطار دون أن يدري. بمجرد أن استقر غاندي في مكانه وأدرك ما حدث، لم يفكر طويلاً قبل أن يتخذ قراراً سريعاً. خلع فردة الحذاء الثانية وألقاها من النافذة لتستقر بجوار الفردة الأولى.


رأى أصدقاؤه ما فعله وتعجبوا، وسألوه عن سبب تصرفه الغريب. بابتسامة حكيمة رد غاندي قائلاً: "لن أستفيد من فردة حذاء واحدة، كما أنني لن أتمكن من استعادة الفردة الأخرى. الأفضل أن يجد فقير الفردتين معاً فيستفيد منهما، بدلاً من أن يضيع الفردة الأولى بلا فائدة."


### **الصبيّ والمسامير**


في قرية صغيرة، كان هناك صبي يُعرف بشدة غضبه وانعدام صبره. كان غضبه يجعله يتورط في الكثير من المشاكل، مما دفع والده للبحث عن طريقة لتعليم ابنه التحكم في غضبه. فكر الأب وأحضر كيساً مليئاً بالمسامير، وطلب من ابنه أن يدق مسماراً في سياج الحديقة الخشبي كلما شعر بالغضب.


استنكر الصبي هذا الطلب، لكنه وافق عليه مضطراً. في اليوم الأول، دق الصبي 37 مسماراً في السياج، وكانت العملية شاقة ومجهدة. أدرك الصبي أن دق المسامير ليس بالأمر السهل، مما دفعه لمحاولة التحكم في غضبه لتجنب هذا العمل المجهد.


مع مرور الأيام، بدأ الصبي يلاحظ أن عدد المسامير التي يدقها يقل تدريجياً. ومع مرور الوقت، أصبح قادراً على التحكم في غضبه بشكل أفضل، حتى جاء اليوم الذي لم يدق فيه أي مسمار. فرح الصبي بهذا الإنجاز وأخبر والده بفخر.


لكن والده لم ينتهي من الدرس. طلب منه الآن أن يحاول إخراج مسمار من السياج في كل يوم لا يغضب فيه. رغم استغراب الصبي، بدأ بتنفيذ المهمة. ومع مرور الوقت، نجح في إزالة جميع المسامير من السياج. لكن الأب أشار له إلى الثقوب التي تركتها المسامير في الخشب، قائلاً: "كما ترى يا بني، كلماتنا القاسية تترك أثراً في قلوب الآخرين لا يزول حتى مع الاعتذار. احرص دائماً على انتقاء كلماتك بعناية."


### **كما تدين تُدان**


قرر رجل وضع أبيه العجوز في دار للرعاية بعد أن ضاق ذرعاً من تذمر زوجته واستيائها من رعايته. كان الأب العجوز يعاني من النسيان ويحتاج إلى عناية خاصة، مما جعل الزوجة تشعر بالحرج أمام صديقاتها. اضطر الرجل إلى تنفيذ رغبة زوجته، رغم الألم الذي يشعر به.


حزم الرجل بعض الملابس والطعام، وأخذ قطعة إسفنج لوالده لينام عليها في الدار. بينما كان يضع الحاجيات في الحقيبة، جاء ابنه الصغير وطلب منه أن يترك جزءاً من قطعة الفراش. استغرب الرجل وسأل ابنه عن السبب. أجابه الطفل ببراءة: "أريد أن أبقيه لك عندما تأخذني إلى دار الرعاية في كبرك يا أبي."


توقفت كلمات الطفل الصغير في ذهن الرجل، وبدأ في استرجاع ذكريات طفولته وحب والده له. أدرك الرجل خطأه وقرر التراجع عن قراره. عانق أباه وقرر أن يرعاه بنفسه مهما كانت الظروف، متعهداً أمام الله وأمام ابنه.


---


أتمنى أن تكون القصة اعجبتكم

تعليقات

عدد التعليقات : 0