صداقة تحت المطر
في مدينة صغيرة تشتهر بأمطارها الدائمة، عاش صديقان مقربان منذ الطفولة: "عمر" و"سامي". كانا كالأخوين، لا يفترقان أبدًا. كبر الصديقان معًا، يتشاركان الأحلام، الأفراح، وحتى الأوقات الصعبة.
عمر كان شجاعًا ومغامرًا، بينما كان سامي هادئًا وحكيمًا. ومع اختلاف شخصياتهما، كانت صداقتهما مبنية على الاحترام والتفاهم. ذات يوم، تلقى سامي خبرًا سيئًا: احتاج والده المريض إلى عملية جراحية طارئة، لكن تكلفتها كانت مرتفعة جدًا.
شعر سامي بالعجز، لأنه لم يكن يملك المال اللازم لإنقاذ والده. عندما علم عمر بالمشكلة، قرر دون تردد أن يساعد صديقه. بدأ عمر يعمل ساعات إضافية في مصنع قريب، وجمع كل مدخراته، حتى أنه باع دراجته المفضلة، التي كان يعتبرها كنزه الشخصي.
عندما سلم عمر المال لسامي، وقف أمامه تحت المطر وقال:
"الصداقة الحقيقية ليست في الكلام، بل في الفعل. والدك كوالدي، وما أفعله الآن هو ما كنت ستفعله لي لو كنت في مكاني."
لم يستطع سامي منع دموعه من الانهمار، ليس فقط بسبب التضحية، ولكن بسبب الحب الذي رأى في عيني صديقه.
مرت الأيام، وتعافى والد سامي بعد العملية. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت صداقتهما أقوى من أي وقت مضى. أدرك كلاهما أن الحب الحقيقي في الصداقة يظهر عندما يضع الشخص احتياجات الآخر فوق احتياجاته، دون انتظار مقابل.
واليوم، يروي سامي القصة لأطفاله، ويقول لهم:
"الحب في الصداقة ليس كلمات معسولة، بل أفعال تعبر عن إخلاص لا ينتهي. وهكذا كان عمر، صديقًا وأخًا لم تمنعه أي عاصفة عن الوقوف بجانبي."
ما رأيك؟