نور بين الظلال قصه رهيبه

ميدو
المؤلف ميدو
تاريخ النشر
آخر تحديث
نور بين الظلال
في قرية صغيرة محاطة بالجبال، عاش شاب يُدعى "سليم". كان حلمه بسيطًا: أن يجد المعنى الحقيقي للحياة. ورغم أن الجميع في قريته كانوا منشغلين بالعمل في الحقول والعيش بروتين مكرر، إلا أن سليم كان دائمًا يبحث عن شيء أعمق.

في أحد الأيام، وأثناء تنزهه في الغابة المجاورة، وجد رجلًا عجوزًا يجلس تحت شجرة عملاقة. كانت ملامح الرجل تحمل هدوءًا غريبًا، وكأن الحياة قد باحت له بكل أسرارها. اقترب سليم وسأله:
"يا عمي، كيف يمكن للمرء أن يجد السعادة والمعنى في هذه الحياة؟"

ابتسم العجوز وقال:
"يا بني، الحياة مثل النهر، مليئة بالمنعطفات، والجداول الصغيرة، وأحيانًا السدود. لكن المعنى الحقيقي لا يكمن في الوجهة، بل في الرحلة ذاتها."

استغرب سليم من الكلمات وسأله:
"ولكن كيف أبدأ هذه الرحلة؟"

أشار العجوز إلى حقيبته، وأخرج منها ثلاث قطع صغيرة: بذرة، شمعة، ومرآة. وقال:
"خذ هذه الأشياء معك، وستفهم الحياة."

بذرة: غرسها سليم في الأرض وسقاها كل يوم. ومع مرور الوقت، نمت شجرة كبيرة تمدّه بالظل والثمار. أدرك من هذه البذرة أن العطاء والصبر يجلبان الخير والنماء.

شمعة: أشعلها في الليالي المظلمة عندما كان يشعر بالخوف أو الوحدة. تعلم منها أن الضوء الصغير قد يكسر أعظم الظلمات، وأن الأمل لا يموت مهما كانت الظروف.

مرآة: نظر فيها كل صباح، ورأى وجهه بوضوح. تعلم أن أكبر رحلة هي فهم النفس وقبولها كما هي، والعمل على تحسينها كل يوم.

مع مرور السنوات، عاد سليم إلى العجوز ليشكره. لكنه لم يجده تحت الشجرة، بل وجد رسالة محفورة على جذعها:
"الحياة ليست في الأشياء التي تأخذها، بل في الأشياء التي تزرعها، تُضيئها، وتفهمها."

أصبح سليم حكيم قريته، يروي حكايته للجميع، ويعلمهم أن سر الحياة يكمن في الحب، الأمل، ومعرفة الذات.


تعليقات

عدد التعليقات : 0